بقلم زينب سلطان الأحد, 09/12/2012

بالطموح والثقة والشغف صنعت لنفسها مكانا متميزا إلى جانب زملائها من الرجال.. إنها السيدة الوحيدة التي تعمل محررة صحافية في اليمن اليوم، وتدير الصحيفة الإنجليزية الأقدم والأكثر انتشارا في البلاد "يمن تايمز".. إنها نادية السقاف التي تبلغ الـ 35 من العمر، وتتولى رئاسة تحرير صحيفة "يمن تايمز" منذ العام 2005 ، وواجهت العديد من التحديات منذ توليها هذا المنصب.
مركز الدوحة لحرية الإعلام التقى السقاف وتحدث معها حول الصعوبات التي تواجه عمل الصحافيين في اليمن، وخصوصا السيدات.
نظرة المجتمع
وأكدت السقاف أن حظوظ المرأة اليمنية في تقلد أو الوصول إلى مناصب عليا أقل بكثير من غيرها في بقية المجتمعات. فالمجتمع اليمني لا يتقبل تصدر المرأة بسهولة، وهناك طريقان فقط لتصبح المرأة محررة صحافية، الأولى أن تؤسس صحيفة بنفسها والثانية أن تكون سيدة أعمال ناجحة.
وسعت منظمات مثل "منتدى الإعلاميات" و"نساء بلا قيود" بشدة من أجل تغيير هذا الوضع. وفي هذا الصدد، أوضحت فخرية حجيرة ، المدير التنفيذي السابق لمنتدى الإعلاميات، أن الثقافة اليمنية مازالت تنظر لعمل المرأة في مجال الصحافة على أنه "وصمة عار". وقالت: "بعض العائلات ما زالت ترفض أن تلتحق بناتها بالعمل في مجال الصحافة ولا ترتاح لذلك، لأن المجتمع لا يحترم المرأة الصحافية، كما أن معظم المؤسسات تفضل الرجال نظرا لعدة اعتبارات منها أن بإمكانهم السفر وحدهم، عكس السيدات، والعمل لساعات طويلة وخلق صداقات وعلاقات اجتماعية بكل حرية".
نقص الخبرة والحاجة للتدريب
وأضافت: "لكن نظرة المجتمع ليست وحدها التي تقف عائقا أمام نجاح المرأة في العمل الصحافي. فالطالبات في كليات الإعلام لا يحصلن على التدريب العملي. يدرسن الصحافة نظريا لكن تنقصهن الخبرة لتقديم التقارير خارج غرف الدراسة".
وتابعت بالقول: منتدى الإعلاميات نظم عددا من ورش العمل لخريجات الإعلام اللواتي تدربن على أيدي صحافيين محترفين على موضوعات مختلفة. نعلمهن كيفية استخدام الأفكار واستخراجها من القصة الصحافية وكيفية استخدام وسائل الإعلام الاجتماعي لترقية موضوعاتهن الإخبارية.
ورغم تزايد أعداد النساء اللواتي يخترن دراسة الصحافة في اليمن، إلا أن أغلبهن يفضلن بعد التخرج العمل في مجال الاتصالات والعلاقات العامة. وتبرر السقاف هذا الأمر قائلة: "إنهن يفضلن التوظيف في مجال العلاقات العامة لأنهن في هذه الحالة سيعملن مع شركات بدلا من إعداد المواضيع الصحافية في الشوارع، وعلاوة على ذلك وفي المجتمعات المحافظة مثل اليمن، فإن النساء يفضلن الوظائف التي يقل فيها الاختلاط مع الرجال.
وبعيدا عن صراع المحظورات (تابوهات) الاجتماعية، فإن الصحافيات في اليمن التي تعتبر من أفقر الدول العربية، يجب أن يناضلن من أجل "المساواة في أجرة العمل المتساوي".
وفي هذا السياق تعتبر السقاف أن الأجرة التي تدفع للصحافية أقل بأربعين في المئة حتى لو كان العمل واحدا، إلا إذا كانت بالفعل تستحق. بينما تقبل بعض الصحافيات المبتدئات العمل بدون أجر في سبيل بناء مصداقية وعلى أمل الحصول على مرتب مقبول لاحقا. لكن هذا ليس هو الحال بالنسبة للرجال.
ورغم كل هذه القيود، أن تكون المرأة صحافية في دولة مثل اليمن فإن ذلك يحقق لها قدرا من الامتيازات الخاصة.
وترى السقاف أنه من السهل أحيانا على الفتاة الحصول على المعلومات أو موعدا لإجراء مقابلة مع إحدى الشخصيات المهمة، وذلك عائد إلى ثقافتنا، إذ يأنف الكثيرون من رد الفتاة خائبة ولا يترددون في إعطائها ما تريد. وحتى في المؤتمرات الصحافية عندما يرفع رجل وسيدة يديهما، فإن الاحتمال الكبير هو أن يتم اختيار المرأة.
وتأكيدا لهذا الكلام، فإن إيونا كريغ التي عملت مراسلة لصحيفة "التايمز" اللندنية وصحافية مستقلة في اليمن منذ العام 2010، تعتقد أن فرصتها كامرأة في تناول موضوعات حساسة والوصول إليها أكبر بكثير من فرص المراسلين الرجال.
وتقول: "أن تكوني امرأة في اليمن فإن هذا يعطيك ميزة إضافية. لقد قمت بتغطية موضوعات لم يتمكن الصحافيون الرجال من الوصول إليها".
وتضيف كريغ التي أمضت بعض الوقت في غرفة الأخبار المحلية تعمل مع الصحافيات: "أشعر في بعض الأحيان أن المحررين يمكن أن يوفروا الدعم الجيد للسيدات، لكن الأمور تتغير ببطء في اليمن ما بعد الثورة".
|